فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)
د.عبير احمد الخلفي
2025-10-04 17:37:17
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD): فهم أعمق وعلاج متعدد المحاور يُعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (Attention Deficit Hyperactivity Disorder) من أكثر الاضطرابات النمائية العصبية شيوعًا بين الأطفال، وقد يستمر حتى مرحلة البلوغ. يتميز بصعوبات في التركيز، وفرط في النشاط، وسلوك اندفاعي غير متناسب مع المرحلة العمرية. ويُصنف إلى ثلاثة أنماط: النمط الذي يغلب عليه تشتت الانتباه، والنمط الذي يغلب عليه فرط الحركة والاندفاعية، والنمط المشترك بينهما. الأعراض الشائعة تتنوع الأعراض بحسب النمط، لكنها غالبًا تشمل: - ضعف التركيز وتكرار النسيان. - فرط في الحركة وتململ مستمر. - سلوك اندفاعي كالمقاطعة أو التصرف دون تفكير. - صعوبات في التنظيم وإتمام المهام. - اضطرابات مصاحبة مثل القلق أو العناد أو صعوبات التعلم. العلاج: نهج تكاملي متعدد المحاور لا يُعالج ADHD بأسلوب واحد، بل يتطلب تدخلًا شموليًا يجمع بين العلاج السلوكي، والدعم الأسري، والعلاج الدوائي عند الحاجة، مع تكييف بيئة التعلم لتناسب قدرات الطفل. 1. العلاج السلوكي يركز على تعديل السلوك وتعزيز التنظيم الذاتي، ومن أبرز تطبيقاته: - نظام التعزيز الرمزي (Token Economy): يُمنح الطفل نقاطًا عند الالتزام بسلوك معين تُستبدل لاحقًا بمكافآت. - بطاقات المهام المصورة: تُساعد الطفل على فهم خطوات النشاط وتقليل التشتت. - تقنيات الإطفاء: تجاهل السلوك غير المرغوب فيه مع تعزيز البديل الإيجابي. 2. العلاج الدوائي يُستخدم تحت إشراف طبي، خاصة في الحالات المتوسطة إلى الشديدة. تشمل الأدوية: - المنشطات العصبية مثل Ritalin وAdderall، لتحسين التركيز وتقليل فرط النشاط. - البدائل غير المنشطة مثل Strattera، لمن لديهم موانع طبية. يجب مراقبة الأعراض الجانبية، ودمج العلاج الدوائي مع تدخل سلوكي لضمان نتائج مستدامة. 3. الدعم الأسري والإرشاد الوالدي يُعد تدريب الوالدين عنصرًا محوريًا في نجاح التدخل، ويشمل: - جلسات إرشادية لتعليم أساليب التعامل التربوي الفعّال. - دفتر تواصل منزلي-مدرسي لتوحيد أساليب الدعم. - مجموعات دعم لتخفيف التوتر وتعزيز الفهم المشترك. 4. التكييف التربوي يشمل تعديل بيئة التعلم لتناسب احتياجات الطفل، مثل: - تقسيم المهام الطويلة إلى أجزاء صغيرة. - إتاحة فترات راحة قصيرة. - استخدام أدوات مساعدة مثل المؤقت البصري أو الكرسي الحركي. 5. العلاج النفسي الفردي يُستخدم في الحالات المصاحبة لاضطرابات القلق أو ضعف تقدير الذات، ويشمل: - العلاج المعرفي السلوكي (CBT): لتعديل الأفكار السلبية وتعزيز التنظيم الذاتي. - تمارين الاسترخاء والتنفس العميق: لتقليل التوتر وتحسين الانتباه. --- يُعد التشخيص المبكر والتدخل المتكامل حجر الأساس في دعم الأطفال المصابين بـ ADHD، وتمكينهم من النمو والتعلم في بيئة آمنة ومحفزة. الأسرة والمركز التربوي شركاء في هذا المسار، وكل خطوة واعية تُحدث فرقًا في حياة الطفل. المراجع: - الدليل السعودي لتشخيص وعلاج ADHD – جمعية إشراق - وزارة الصحة السعودية – صحة الطفل - منصة الطبي – أعراض وعلاج ADHD
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن