التأتأة لدى الأطفال  
 تعريف التأتأة  
التأتأة هي اضطراب في الطلاقة اللفظية يظهر على شكل تكرار غير إرادي للأصوات أو المقاطع أو الكلمات، أو إطالة في الأصوات، أو توقفات مفاجئة أثناء الحديث. قد يصاحبها توتر عضلي في الوجه أو الرقبة، وتجنب للكلام في مواقف معينة. غالبًا ما تبدأ التأتأة في مرحلة الطفولة المبكرة، وتؤثر على قدرة الطفل على التعبير والتواصل بثقة.
. نسبة الانتشار  
 
تشير الدراسات إلى أن ما بين 5% إلى 10% من الأطفال يعانون من التأتأة في مرحلة ما من طفولتهم، وغالبًا ما تبدأ بين عمر سنتين إلى ست سنوات. وتختفي تلقائيًا لدى حوالي 75% من الحالات مع التقدم في العمر، بينما تستمر لدى النسبة المتبقية وتحتاج إلى تدخل علاجي. ووفقًا لبيانات وزارة الصحة السعودية، فإن 66% من حالات التأتأة تكون متوارثة في العائلة.
. الأسباب المحتملة  *  
تتعدد أسباب التأتأة، وغالبًا ما تكون نتيجة تفاعل بين عدة عوامل:
-*عوامل وراثية: وجود تاريخ عائلي للتأتأة يزيد من احتمالية الإصابة.
-عوامل عصبية: خلل في التنسيق بين الدماغ والعضلات المسؤولة عن النطق.
- عوامل لغوية: تطور لغوي سريع يفوق قدرة الطفل على التعبير اللفظي.
- عوامل نفسية واجتماعية*: التوتر، القلق، أو الضغط الأسري قد يزيد من حدة التأتأة، لكنه لا يُعد سببًا مباشرًا.
 4. طرق العلاج  
تعتمد فعالية العلاج على عمر الطفل، وشدة التأتأة، ومدى تأثيرها على حياته اليومية. وفيما يلي أبرز الطرق العلاجية:
 العلاج النطقي واللغوي  
يُعد الخيار الأول والأكثر شيوعًا. يشمل:
-تقنيات الطلاقة: مثل التحدث ببطء، استخدام جمل قصيرة، وتدريب الطفل على التنفس المنتظم أثناء الكلام.
- *تمارين النطق*: لتحسين التحكم في مخارج الحروف.
- *التدريب على الإيقاع: استخدام الإيقاع أو الغناء لتحسين الطلاقة.
- *التدخل المبكر: كلما بدأ العلاج مبكرًا، زادت فرص التحسن.
 العلاج السلوكي المعرفي (CBT)   
يركز على الجانب النفسي للتأتأة، ويهدف إلى:
- تقليل القلق المرتبط بالكلام.
- تعديل الأفكار السلبية حول الذات والتواصل.
- تعزيز الثقة بالنفس والقدرة على التفاعل الاجتماعي.
- العلاج الأسري والتوجيه الوالدي  
لأسرة محوري في دعم الطفل، ويشمل:
- تدريب الأهل على الاستماع دون مقاطعة أو تصحيح.
- خلق بيئة تواصل مريحة وغير نقدية.
- تجنب الضغط على الطفل للتحدث بطلاقة.
 الأجهزة المساعدة  *  
بعض الأجهزة الإلكترونية تساعد في تحسين الطلاقة من خلال:
- *تعديل التغذية الراجعة السمعية (Altered Auditory Feedback): حيث يسمع الطفل صوته بتأخير بسيط أو بتردد مختلف، مما يساعده على التحدث بسلاسة أكبر.
العلاج الدوائي  
لا يُستخدم إلا في حالات نادرة، وغالبًا ما يكون موجهًا لعلاج القلق أو التوتر المصاحب للتأتأة، وليس التأتأة نفسها. يجب أن يكون تحت إشراف طبيب مختص.
. برامج الدعم الجماعي  
توفر بيئة آمنة للأطفال للتحدث ومشاركة تجاربهم مع آخرين يعانون من نفس التحدي، مما يقلل من الشعور بالعزلة ويعزز التقبل الذاتي.
 التوصيات  
- ضرورة **التدخل المبكر** عند ملاحظة استمرار التأتأة لأكثر من 6 أشهر.
- مراجعة أخصائي نطق ولغة معتمد لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية فردية.
- إشراك الأسرة في العملية العلاجية.
- تجنب السخرية أو الضغط على الطفل، وتشجيعه على التعبير بحرية.
المصادر :
. 	دراسة مسببات التأتأة عند الأطفال وتأثيراتها المستقبلية
إعداد: رشا عبد الله العلي – جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل
اعداد / د.عبير الخلفي
            
            
         
        
     
    
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن